(( رَقَّ المَشـوق ))
****
رقَّ المشـوقُ فــذاب الصــبّ من كـمــدِ
والروح كـلـــت من الهـجـران والصــددِ
***
يـشفّـهـا الـوجــد يـذروهــا كـنــائـحــةٍ
يجـوسـهـا الحزن يـوديهـا إلـى الـبَــددِ
***
واستمطرت سحب في القلب عـارضها
قـد لاح بـارقـهـا فـي مـقــلـــة السـهَــدِ
***
يسقي اللمـى غدقـا من فيـض مـاطـره
فاغـرورقـت مـنـه أوصالـي إلى العـمَـدِ
***
لا الوصـل يسعفـهـا إن غـاب عـاشقـهـا
أو كـان يعـتـقـهـا التفكـيـر في الخَـلَــدِ
***
تبـيَـضّ عيـن الفتى والحـزن يسكـنـهـا
أنـى لـهـا بالجـوى تشفـى مـن الـرمَــدِ
**
يـا قـلــب رفــقــا ألا تسلـو مــودتـهــم
تـأسـىَ عليـهـم وهـم في قـمـة الـرغَـدِ
***
يسلـو العلـيـل إذا مـا شـب مـن سقَــم
والـصــب تـعـثـو بــه الأسـقــام للأبَــدِ
***
حتـام يا قلـب يضنيـك الهـوى حـرضـا
كالـمـوج يُلقـىَ بـه مـا طـاف مـن زبَــدِ
***
قـد كان حــبــك حـبــلا يستـغـاث بــه
فكيـف صـار كحـبـل من لـظـى المسـد
***
الـبـيـن يـبـريـك والأشـــواق جـارحــة
والهجر يدمي الحشا كالسهم في الكبدِ
****
أبو فراس القطامي
١٧ / ١٠ / ٢٠٢٠
ِ


