الهايكو" يُبنى هذا النّوع من الفنون على الآنيّة والمشهديّة والدّهشة بالنص، وهو قدرة الكاتب على التقاط المشهد من زاوية لا يراها أحد إلّا هو، وهو فن تصوير اللّحظة بالقليل من الكلمات وبالكثير من التّأثير، ويعتمد شكله على ثلاثة سطور فقط 5-7-5 وهي تعبّر عن مقاطع باللّغة اليابانيّة.. أما باللّغة العربيّة فلا تزيد عدد كلمات قصيدة الهايكو عن ثمانية كلمات أو أقلّ بحيث يتحقق فيها عنصر المشهديّة والآنيّة وعنصر الدّهشة الذي غالبًا ما يأتي بالسّطر الأخير باستخدام اللّغة والخيال، ويمكن استخدام علامات الترقيم فيه إذا تطلب النص، وممكن أن يبدأ بجملة اسميّة أو فعليّة، باختصار يمكن استخدام خصائص اللّغة العربيّة في قصيدة الهايكو، ومن ميزات هذا الفن أنّه أتاح للجميع التّعبير والكتابة والإبداع ولم يقتصر على شاعر أو كاتب، فمن الممكن أن يكتبه الكبير في السّن والأطفال أيضًا، إذا ما كانوا يمتلكون فن الكتابة الإبداعيّة في تصوير المشهد بصورة مدهشة، ويمكن أن تجد كلّ ما تحتاج في ثلاثة سطور عميقة المشاعر.
بعض القصائد للتوضيح
(أنينُ الوَرد)
حبٌ من طرفٍ واحد-
العِناقُ المُشتهى؛
لحظةَ الاعترافِ فقط...
☆
رجلٌ وامرأةٌ والحزن-
تتعانقُ العيون؛
لحظةَ الفراق...
☆
(مرض)
مرارةُ الآه-
نَمَشُ الوَجع؛
يرسمُ وَجهي..
☆
سيأتي شتاءٌ آخر-
وسيَحتلّني الخَريف؛
لا فصولَ لقلبي...
☆
كلّ مافي الأمر-
أنّ البحرَ يشاركُ أطفالَ الحربِ؛
مَوتَهُم
☆
(خشوع)
أنا لا أجيدُ الصلاةَ بدمعي-
ماذا عنك،
أتُجيدُ ترتيلَ عَيني..؟
☆
امرأةٌ أربعينية-
تأبى الذّبول؛
زهرة الدِفلَى
#قمر_عبد_الرحمن


