رأيته قد طغى بماله ومنصبه وتملّك البشر كفرعون . بادرت بقولي : أُنظر إنها تُمطر ، أجاب : أتمزحين ؟ لا يوجد أي مطرٍ في الخارج ،قاطتعتهْ بنعم إنها تُمطر ، فردّ أاصابكِ الجنون ؟ كيف تْمطر ؟ إنها تْمطر كلمات من حيثُ أقدارنا سْجّلت ، ضَحكَ ووضع يدهُ على جبيني وكأنه يريد طمس الحقيقة المريره ، فرّد: كيف تُمطر كلمات ؟ ، هناك حيث لا يعلم إلا الله ألمٌ في جنان كل إنسان ، أنظر إلى النافذه ،ماذا ترى؟ لاشيء إنهم بشرٌ يسعون ما بجهدهم للحصول على لقمه العيش . ابتسمت وقلت : أسببٌ في عدم رؤياك هو زجاج النافذة منعك أن ترى كلّْ ما يُرى . زجاج النافذة؟ كلا ! لقد رأيت كل ما بوسع الإنسان أن يراه ، أتردينني أن أرى ذرات الأكسجين ؟ أنظر إلى هناك أنت رأيته يعمل ليحصل على لقمة عيشه ولكنك لن ترى ما إذ ظُلم أو اجبرته الحياه ترك حلمهُ تحت ظروفٍ قاهره حتى النَّفَس . وهناك ؟ إنه يعمل تحت إشراف صاحب العمل ، وهذا الذي يعمل طوال الساعات فيحتسب الثواني كأنها ساعات قلت إنه يعمل تحت إشراف لا انه يعمل تحت مذله و إهانه . استرق الكلام وقال: وهذا الذي يقتني يومه بحق وصفة الدواء أنظر ثيابه باليه ألن تقولين ذلك ؟ لا لن أقول ذلك ،سأقول وصفة الصبر لقلبهِ المكسور انظر إلى عينيه التي تغرق بأبحر الحزن .فالسماء تُمطر من أجلهم ، البشر يكسرون ويظلمون ويسفكون دماءًا ويجرحون ولكن ربّ البشر يجبر ويعدل ويقسط .إنه المغيث الكريم ، جعل السماء تُمطر لشفاء كل من آلمهُ أشواكا تركت ندوبًا ، وأما الصدقة مع كسر الخواطر فهي لا تُسمن ولا تُغني من جوع ، أتدرون من هذا الشخص أنت نعم أنت لا تكسر بل اجبر كل نفس مُنهكه أتعبتها الحياة .. أُمضي قُدمًا بطريقٍ نهايته الجنه ،حينها سنكون بخير .


