كتاب كسرة خبز للكاتب المغربيّ حسن إبراهيمي، شذرات أدبيّة صدر عام 2018 عن دار المختار للنشر والتوزيع في مصر، مع إخراج فني سعاد العتابي.
كسرة الخبز تطرح ألف سؤال وسؤال في كلّ الرّسائل التي تتظاهر بالعدالة
كسرة الخبز تكتوي لأجلها بطون الظّلام
كسرة الخبز ينتفض الصّوف لأجلها في المغزل وينتشر في السّماء
كسرة الخبز حلم المشرّدين وحسرة الفقراء
كسرة الخبز تختصر جهل الحكام بواقع الشعوب
بداية عنوان الكتاب جاء موفقًا وهو ما شدّني للقراءة..
كسرة خبز شذرات أدبيّة جسدت لوحات العزّة بدماء الشّهداء، نصوص أدبيّة تشكو خيبة الأرض ببعض أبنائها يمزج فيها الكاتب تلك الخيبة بحتمية النصر يومًا والإيمان بوجود الأحرار الذين سيعتنقون ذات الأرض بدمائهم لنيل الكرامة المشتهاة. ويقول انتصر بالموت مرّة واحدة ولكن إيّاك الخيانة مرّتين.
فمن كثرة اللّاءات في الوطن يعصف وجع الاستنكار بين قضبان الرّيح ويقف التّاريخ يجهل تحديد الهويّة من كثرة التّناقض..
والكاتب يرفض كفكفة دموع الخريف، فالحزن من وجهة نظره إن لم يتم استئصاله يسكن عيون الأشجار وكذلك عيون الإنسان إن استطاع استئصاله؟! والموت يأتي بلا اعتذار ليفتح باب الغياب.
وأدهشني هذا النص
"استوفت الطّلقة عامَها الأول.. لكن وجه الضّحية تدلّى بدون قطرة ماء.. كأنّه قاطرة مجد بدون شيب"
هذا النص يصف إصرار (الضحية) التي فضّلتُ استبدالها ب(الشهيد) على النّصر الحتميّ بتوالي الأجيال في حمل قضيّة الوطن العادلة.. ويبقى الشّهيد يجسّد مجد الأمم الذي لن يشيب بثورة الشّباب.
يغلب على معظم الشّذرات كلمات السّماء، الشّمس، الرّبيع، الأرض، القمر، البحر، الحلم، النّصر، المجد...إلخ وغيرها من مفردات الطّبيعة دلالة على إرادة العيش والحياة السّاطعة داخل كل إنسان رغم الحروب والظّلام.
هناك الكثير من العبارات المكثّفة والمختزلة التي تحمل الرّمزيّة المعتدلة والدّهشة العالية والتي أعدت قراءتها أكثر من مرّة لجمالها..
وفي المقابل كانت هناك بعض العبارات بحاجة لإعادة الصّياغة لإخراجها بطريقة أجمل.. بالإضافة لبعض الأخطاء الإملائيّة
وإليكم بعض العبارات التي استوققتني لجمالها
وراقت لذوقي الأدبيّ..
"يستف الموت اسفلت التّاريخ وبكل أزقة الهزيمة تعوي أشلاء الموتى وتتراقص دماء الشّهداء وبعدما تصرخ تدير الحياة وجهها لبزوغ الفجر"
"حينما يأتيني الموت أحيطه بصغار النوم.. فيستلقي على دهر النّقالة لإبراز أثدائه للصّغار"
"في شوارع الرّصاص انتحرت الأرض رفضًا لإنجاب مدن جديدة"
"إن أردت أن أضيف لعينيك عمري فامتدي في محراب الزّمان"
"أثقلتك اللّاءات يا وطني"
"يكفي البحر نتفة عشق كي تتمكّن السّماء من الإنجاب"
"أعارك النّوم لأتجنب حلمًا يرحّب به الانتظار"
"لا تلين عيون الأفاعي إلا عندما تتساقط المسافات في جحر الانتهاء"
"سألت ابني عن سبب وقوف الأشجار، فأجاب:
لأنّها لا تميز بين اللّيل والنّهار، وأضاف لأنّها لا تصاب بالتّعب، ثم أضاف لمنع ثمارها من السّقوط"
"كعكاز أعمى أتعبتني أيادي الآخرين"
#قمر_عبد_الرحمن/ فلسطين
5/2/2021


