قراءة بقلم رولاالعمري لرواية حكاية انتفاضة
للقاص أ. ماهر طميزة Maher Tomezi
من كان يعرف أن خلف تلك الوجوه قصصا لا تُصدق ومعاناة حفرت أخاديدها في وجه الزمن، رواية حكاية انتفاضة كانت بمثابة تسجيل وتوثيق لأحداث حقيقية حدثت في تلك الحقبة الزمنية، يرويها الكاتب كسيرة ذاتية عاشها لحظة بلحظة، و وثِّقها بكل تفاصيلها الحلوة والمرة، من البداية إلى النهاية، لم يترك كاتبنا ماهر طميزة أي حدث دون أن يمر عليه، إذ ليس سهلا أن يتمتع شخص عانى هذه الأحداث، بذاكرة تجعله يذكر الصغيرة قبل الكبيرة، من بداية النضال والحرب ضد الصهاينة، وبداية الثورة وجماليتها و اندفاع أصحابها و استماتتهم في تحرير الأرض وتحقيق الحلم؛ إلى أن سُرِقت هذه الثورة على يد الفصائل التى ظهرت ولم تكن الدوافع ظاهرة في بادىء الأمر، إذ تميزت الرواية بأنها شملت كذلك معاناة صاحبها في السجون العربية الأمر المثير للسخرية، حيث هرب من سجون الاحتلال و الظلم الواضح إلى ما كان يعتقد أنها حضن عربي دافيء، ليكتشف أنها سجون أشد قسوة وضراوة من سجون الاحتلال، مقارنة و مفارقة صعبة ضمت إلى كونها سيرة ذاتية؛ شيء من أدب السجون ووصف دقيق لكل ما يحدث خلف القضبان. رواية ضمت بين صفحاتها ليس فقط معاناة شخص بقدر ما هي معاناة أمة بكاملها ولا زالت حتى الآن تعاني من الاستبداد والتنمر والتنكر على الصعيد الداخلي والخارجي أيضا. رواية تناولت جانبا من حياة مناضل اختار درب الدفاع عن أرضه راضيا بما سيكتب له القدر وإن كانت يد واحدة لا تصفق، ولكن على الأقل حاولت و نَجَت لتروي لنا تفاصيل الحكاية.
رولا العمري


