ديوان أزرق مما اظن للشاعر علي الفاعوري (سباق الحب بين النبض والحرف) بقلم سامر المعاني ....
اراك تنام قرير اليدين
لماذا تخاف المساء اذا ؟
وكيف لبحرك ان يستعيد
وكل المراكب
اضعف من جنونك
لما شربت البلاد
واسرفت في خمرك المطمئن
كأنك صرت بريد السماء
وأزرق أزرق مما اظن !
في هذا الشغف الهائل في العاطفة والمشاعر التي حملها ديوان ازرق مما اظن عليك ان تكون بارعا ومتميزا في فهم ابجدية الحب حين يكون صاحب هذا الحرف قادرا على أن يرسم لك الحروف أغنية لكل مكان وزمان يداعب حنينك الذي أسكنه خمول الشيب فيعيدك فارسا وحالما أن يطول النجوم الصامتة، وتارة أبا أو ابنا أو أخا أو صديقا يحمل الوفاء والعطاء والروح النقية العالية لتنثر عطرها كل الأرجاء فمدينة علي الفاعوري من صمتها الماطر وصوتها العالي ومن رشاقة نبضها و جمال نظرها كلها مبنية على الحب .
حضرت القصيدة في مسارات الحدث عند شعر الفاعوري الذي اعتبرها الطرف الأخر من كينونته ووجوده فجسدها افعالا ورموزا وابطالا لسرد أفعاله وانفعالاته وحمل على أكتافها متناقضات الدهر والعمر لتحل شريكة في منتجه الإبداعي كما هو الحب فعاتبها وسامرها وتغزل بها حتى باتت أن تتشكل من دموعه وقطرات دمه حين كان النزف بحجم الفقد والموت والإشتياق كما تلونت بألوان نيسان حين كانت الذكريات والشباب والمعشوقة التي بلل الحب شفتيها شهدا .
البيئة الزمنية وشيب العمر كان زائرا ثقيلا على واقع وأحلام علي الفاعوري كيف لا وهو الذي يعلو بشعره النجوم والسحاب ويصبح بحارا لا يكترث لحدود المعقول والواقع المحبط والمتعب بالمناكفات والصغائر فتمضي الأيام وهو مليء بالأحلام والآمال على ثغر جورية لا ينال العمر والحر من سحنتها وشبابها المعهود لكن كان يقبض على قصيدته كي لا تحصد أرقام ، العمر ويصيبها ريب الحضور البائس.
لماذا كلما فتشت عني
اراها بين قافيتي وبيني
في هذا الديوان انت امام موسيقى شعرية فائقة الجمال والدهشة تتناسق ومفردته الناضجة والمشبعة بالتوظيف المراد وعميقة التأويل والمجاز فالقارئ النهم ذو الثقافة العالية يطوع المفردة لغرضه الفكري ولوحته المغناة بأشجان وألحان تنحدر من شاعر قدير وخبير في فنون وبديع اللغة . في اساليب توظيف الناطق بلسان الشاعر الفردية والجمعية أنا وأنت ونحن وغيرها فتجد الشاعر أجاد حرفة التجسيد والوصف على لسان أبطال قصيدته كما أجاد الغوص في أعمالها ومرادها ونهض بها من خلال الحوار مع الذات والأخر والإستفهام والنفي والتعجب وغيرها من التقنيات الشعرية التي تجعل من القصيدة عند الفاعوري أكثر ادهاشا وجمالا .
كمسحور على مائي مشيت
ودون عصا على ظلي اتكأت
يفسرني الكلام بباب حلمي
وتسرقني الحقيقة إن صحوت
فتسألني الطريق عن انحنائي
وتسألني الخطى من اين جئت


