عِظام ...
.,
**...... تحمل الأم نعش ابنها وتزغرد له : تفهم أنّ الشهادة وِسام كبير ....
.
**.....يبحث في أنقاض بيته المهدّم ...ويجد في الردم عينيّ أمّه ...ومنديل أخته الصغيرة ............وثلّاجة طعامهم ..المحطمة ..........و يخرج من مقبرة أهله دموعه عميقة في عينيه عمق البحر ..يقعى في الشوارع كذئب يبحث عن قاتله
.
**…يجتمعون في ساحة الأقصى يقسمون على حمايته . ..ليس معهم إلّا صوتهم الهادر وقلوبهم الصادقة ,,,وأجساد ستلقى الموت ..في سبيل أن لا يُسلموا المسجد لعدوّهم وهم ينظرون .........
.
**…لم تزدهم كثرة الأعداء إلّا استبسالا منذ مئة عام ..!!..ليس معهم سلاح ..يقاتلون بأيّ شيء أمامهم …هَدّوا سقوف بيوتهم ليخبزوا بأخشابها للمجاهدين ….
....................أليسوا مختلفين …
.
**…………...إنهم منّا ونحن منهم ….ولكنّنا نختلف عنهم : …الواحد منهم يشبه أسدا ...يقاتل كلّ يوم ...فيظلّ والخطر محدق به جاهزا للقتال ….يستنفر شجاعته ويستدعي طاقته وقوّته ونبل نفسه ……….ونحن غادرنا ساحات القتال ...ولا شيء يستنفر نبلنا ومروءتنا ….لا نرى الأقصى إلّا في صورة ….ننظر اليه ونحن نائمون ...نقول : لا نقدر على شيء …..وتنام شجاعتنا معنا ...وتنام شهامتنا !!!
.
...أمّا هم : فيسمعون عواء المستوطنين في الطرقات ذاهبين لتدنيس الأقصى ….فتستنفر دماؤهم ….وشهامتهم ...ويستدعون صُوَر مَن فتحوا القدس ….وجاؤوا من الصحراء ليتسلّموا مفاتيحها …!……
.
يفعلون الأعاجيب والشعب هو القائد ..لا قائد لهم ...من جميع العرب ...وهاهي فلسطين تعوم بدمائها ..ويهتاج البحر بقاربهم الصغير ولا مَن يدير دفتهم ويصل بهم الى النصر ......
.
..هم الموجودون أمام الأفعى الرهيبة ...ونحن في الشتات ….والعرب يصفّقون للأفعى ويعزّونهم بقتلاهم ..!……..والجبّارون يولدون... كلّما صَرَعتْ الإفعى واحدا …….يولدون ……..لا للحياة بل للموت من جديد …….حتى تُقتل الأفعى …...إلى الأبد
.
…….و أتأكّدُ من النصر ...كلّما سمعتُ زغاريد الأمهات فوق نعوش ابنائهن ...
**وأرجو أن يشتدّ ألَمُ المقاتل القديم ..حتى يفكّ عقاله ..
..كما تألّم أبو محجن وهو يرى القادسية ….من محبسه ولا يشاركها الموت ..فرجاهم حتى فكّوا عقاله وما استراح حتى اتّحَدَ البطل مع الرماح ……..!
.
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي


