إطلالة على المجموعة القصصية للأشياء أسماء أخرى
للكاتبة روند الكفارنة
صدر عن دار الكتاب للنشر والتوزيع في مدينة إربد شمال الأردن، (للأشياء أسماء أخرى) حيث يقودنا هذا العنوان الى رمزية في العمل القصصي حيث تتمحور في اختلاف الأذواق والنهايات والنظرة للأحداث والإنفعالات .
للنظرة إلى العناوين الداخلية للمجموعة وما تحملها من مضامين ولوحات عالمية تشير إلى تعدد أنماط الكتابة عند الكفارنة وهذا ما ستجده في النصوص من حيث طول نفس الكاتبة، واتّباعها عدة مدارس كالكلاسيكية والرومنسية والرمزية والواقعية، كما أنها تعددت أيضا في حياكة قصصها، وخاصة في الجمل الاستهلالية والنهايات التي تعددت بين اللا متوقع والمباشرة والمفتوحة.
اِمتازت القاصة بتجانس مادتها القصصية، واكتمال عناصرها كما أنها لم تُسهب في النمطية الوصفية للأحداث والأشخاص والأشياء، بأسلوب السهل الممتنع، وبلغة رشيقة مفهومة للجميع، بنصٍ متماسك ومتسلسل في وحدةٍ شاملة الوحدة الموضوعية والعضوية في بناء العمل القصصي الناجح .
استخدمت الكاتبة في كثير من الأحيان، إضافات جميلة؛ حافظت على بناء القصة وأصبَغتْ عليها جمالا، كالجمل المعترضة والشذرات والاقتباسات والتناص وهي تنتقل بفقرات قصصها من العام إلى الخاص، ومن الفرد للجماعة، وبالعكس، لتصبح مادتها ذات مدلولات وإشارات عامة ذات رسالة وهدف لخدمة المجتمع والإنسانية .
تناولت الكفارنة عدة مواضيع إنسانية في عدة مجالات اجتماعية وسياسية جغرافية وتاريخية، وتطرقت إلى طبقات وفئات المجتمع بأكمله من حيث الأعمار والجنس، وتميزت في كثير من الأحيان باقتناص الأفكار والتشبيهات، وبتعدد التقنيات في محاورها كالحوار والسؤال والإستنكار والاستفهام والتجسيد والتصوير ، مستخدمة جميع الضمائر وهي تمثل جميع أطياف مجتمعها الذي لا تنفصل عنه كأنثى وفرد من المجتمع الباحث عن الإيجابية.
ستجد في مجموعة (للأشياء أسماء اخرى) تجربة قيمة للكاتبة الكفارنة التي قدمت مجموعة قصصية كباكورة أعمالها ومولودها الأدبي البكر،
فاقت الأربعين عنوانا وبأكثر من مئتي صفحة قدّمها الكاتب جروان المعاني الذي أشار إلى تفرّد الكاتبة بأسلوب خاص، وكأنها ترسم مدينةً خاصةً بها، كما أشار إلى تجربتها من جهة الأدب النسوي الأردني، وهو الأشمل والأنضج في مجال السرد .


