هذا هو كل ما يكونني لا طين ولا ماء ولا جلدٍ يكسو عظامًا ذابت - ذات لمسات- وانتهت صلاحيتها..
أجيدُ خلق كيمياء عاطفية بيني وبين كل كائن حيّ أو جماد يُقابلني، لا افتعل هذا ولا اخطط له، يسير الأمر بشكل تلقائي
مرة طلبت مني احداهن أن أخرج من دنياها ولانني لا أملك مكانًا آخر لأروح إليه.. قررت أن اتوه في غابة وحين تأكدت من انني فقدت وجهتي للرجوع تأقلمت وتعلمتُ لغة الأشجار والحيوانات والطيور..
وصرت كطرف آدميّ ومحايد، قاضيًا لها وصديقًا للأشجار وأشد حكمة وحزمًا في حل مشكلاتها. .
كفضّ نزاع بين شجرتين تتطاول جذور احدها على حدود أخرى..
اَو أن أوبّخ غصنًا لامسَ زوجة آخر قاصدًا متعمدًا بابتذال سخيف!
وسنجابًا أكل بندقًا تعب ابن عمه للحصول عليه..
وغُرابًا حرّك جناحيه بعنف قاصدَا نثر التراب في عين
الفيَلة.. وديكًا تأخر في ايقاظنا كلنا!
تسخر مني الأشباح تظنُ أنني مجنون كمعظم الآدمين الذين قابلوهم.. وأسخر انا من سخريتهم!
في سهرة ما فتحتُ لهم دفترًا فيه نثرًا وشعرًا كنت قد كتبته لك وفيك، فخرّت الصخور باكية ووحدهم - الأشباح - ظلوا يضحكون شامتين؛ لأنّ حرفًا لم يهزّ فيكِ ولا حتى رمشًا!
الزهرات أحبّت رتاتبتي رغم أنني اصيرُ مرة حطّابًا
ومرة مزارعًا ومرة طفلَا مُشبعًا باليُتم، ومرةً فردًا يمشي بين حشود كثيرة من مصابي ورم الكتابة بيدَ أني لا املك مثلهم عروضَا ضخمة ومبهرة ولا سخاءً مفرطًا لوضع قصص الحُب او القضايا التي سمعتُ فيها طرفي النزاع، وعرضها كمادة دسمة لرواية ما او ديوان شعر؛ لأنّ مهنيتي تقتضي الأمانة والستر!
لكنني املك وقاحة كافية لاستفيد من اللغة ومُعارضة كل "مشاعيتها" فأعجنك فيها؛ مصيّرَا إياكِ اميرة تائهة مثلي تجدُ حجر زمردٍ سحري في الغابة تمسحُ على وجهه فيوحي إليها بأن تدفع بابًا خشبيًا نافذًا على غرفتي في شجرة الصفصاف!
أنحني امامك كمن يحمي نفسه من عاصفة مرحبًا بحنو ولهفة من وجد بصره وبصيرته ورداءً يقيه شرور الكون!
اقرأ لك دون خجل من تكراري لاقتباسات قديمة مما كتبته سابقًا ولا حدًا ولا جهدًا لابتكار جمالياتٍ جديدة، اضعُ تحفظي ودمي في جرّة فخار وأخلع عنك ثوبك ببطء من يخاف ان يخدشك لو بظفر او نفسٍ مُتعب من تدخين عيدان النعناع
..
تنزعين بدورك قميصي فترينَ جراحي المُخبأة التي نعتوني بالجنون لأني اورايها بالاغنيات والرقص ومحكمة كنتُ قد أقمتها لأحمي العُشاق من أن يقعوا بظروف ظلمتهم كما ظلمتنا أعرف ان تكرهين دوري هذا وأنا ايضًا رغم مشاعري الفياضة وامنيات في ان احتضنهم كُلهم إلًا أنني أشعر في مرات كثيرة أنني أودّ لو اهرب منهم ومن للعالم كله وكانه يلاحقني!
من الوهلة الاولى سيُخيل إليكِ انني صرتُ شخصًا أخر!
فقط انزعي أنت تحفظك وجبنك وتعالي بين يدي انظري في عينيّ كما دائمًا وستجديني بذات الألفة التي جعلتك تتحسسين جراحي ذات "حميمية" بتمرّس كافٍ لنفث الحياة فيَّ ودون ايقاظ وجعٍ لا يمكن احتماله!
رغم تكراري.. رغم الملل والرتابة التي فرضتها ظروفك علينا
سأداعب شعرك، أُشتت خصلاته مستجديًا "عصبيتك" التي اشتقتها وأقول لك بصوتي الذي لطالما ميزتِ نبرته المُنهَكة
مهما طال البعاد أنني.. لازلت المِتيّم الذي وعدك ألّا يقول لغيرك "قلبي مولعٌ بك.. وسيظل"!
تعرفين؟ ربّما للأشباح وجهة نظر ثاقبة شخصٌ يُفكر بكل هذا..
لا بدُ وأنه جُنّ بكِ وأكثر!
لمى أبولطيفة


