-->
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

المجـرّة للكاتبة ـ ريم زين الدين

 


عيناه كانت تستنسخ وجهها في كل فتاة يقابلها، ولربما كان ذاك قلبه، ومن يدري؟ 

كان يستدرك قلة حيلته في سُلوان عشيقته الراحلة.. 

يتآكل النعاس عيناه ضجراً من تلابيب قلبه التي كانت عند حُبه تقبع الأحلام الوردية

يردد لا بأس، وإن طغى النعاس رأسه المُحارب فكان ذلك مقابل صورتها التي سكنت الحائط منذ ثلاث سنوات على الفُراق ! 

بهدوء تام، يحتضن دموعه وكأنه يعتذر لنفسه نيابةً عنها، تلك التي هجرته خلسةً من بعيد !...

روت لي عيناه المذللة حُزناً سرمدياً في ضلاله المُكلل بالسوداوية العمياء، قصصاً عجز لسانه عن نطقها، ولربما ليس عجزاً بل ضعفاً من كثرة صرخاته التي نادتها بالبقاء !

ها هنا يغفو عقله الفِطري، ليحل محله قلبه المُكتظ بحُبّ وجه تلك السمراء الكاذبة التي أسأم من غيابها الذي نقيضه مبتغاي والتي كانت من مآتم العرب

فماذا يعني أن أخرج من إثري وأسلك درب إثرك الذي لم يبقى منه إلّا أثر بسيط؟

يقول: ظننت أن قلبها يريد احتوائي

فكانت تلتمس جروحي، ويداها تحتضنني مراد أناملها التفافي

لم أعي يوماً أن يداها كانت بغيتها الحقيقية إتلافي !

استسلم قلبي الذي هو عشيق وجهها، وسارعتْ في اختطافي

أكنت ضعيفاً من البداية أم قلبي لم يهديني حقّ احتذاري؟

أتاها فؤادي على ذلك الأمر مؤاتاة لا حرب لها، ثم أدرك صغيري أنه تاه

هكذا قال قلبه المُهشم وهو يؤبن ذكرياته ويأبق من ماضيه الذي يأبى الاعتراف به واستأثر بنفسه من ذاك الإثم...

كتب في مذكّرته، إن عادت،ليست من مشكلة،المشكلة الأكبر هي أن أحصر كدماتي قرب بعضها لأترك لها مكاناً كافياً للدغتها المأثورة التالية،لكن ما من مكان خالٍ من الكدمات، وعقلي ها هنا تاه بين الأجيج والضجيج، فما من أبابيل كثيرة بينها...

لكن إن أحب غيرها؟ 

ذاك أشبه بالمستحيل الذي سيتحقق، أعي ذلك الشيء مفعماً بالحزن الذي يستنزف مني نفسي، يعني ذلك إن حصل وأتت أخرى، فستقاسمها قلبي، لن تحصل عليه كاملاً، فليس بيدي حيلة في مغافلة حُبها

كان يعلم أن الحُب الأول لا ينسى، أو جروحه هي التي لا تُنسى لا أدري.. 

ثم يهمس بهدوء تام لصورتها ويقول: أنتِ يا من تسكنين جداري مُحاصرةً بإطارٍ مُعبدٍ بكلمات أشعاري 

لن أنساكِ أبداً إني أتوق لرؤياكِ

وغطّ في نوم عميق، أظن أنه لن يستفيق منه أبداً، فـمن بعد آخر ما نطقته شفتاه، شعرت لوهلةٍ وكأن نبضات قلبه قد توقفت، أيمكن أن يكون هذا رثاءً أم أنه سيكون أعواماً من الصمت الدائم على روحه  البائسة؟

ذاك الرجل، إنه ضحية قلبه، وشهيد الحب !


التعليقات



إذا أعجبك محتوى الموقع نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

رئيس التحرير

الاستاذ : سامر المعاني

فريق التصميم

الاستاذ : أحمد جمال الجراح

المحررين

الاستاذ: أحمد جمال الجراح
الاستاذ : محمود خضر الشبول
االاستاذة : إيمان العمري
الاستاذة : امنة الذيباني
الاستاذة : لينا الخيري
الاستاذة : رولا العمري
الاستاذة : روند كفارنة
الاستاذة : ميسون الباز
الاستاذة : ايمان الحموري

المتواجدون الان بالموقع

احصاءات الموقع الشهرية

تصميم أحمد جمال الجراح -هاتف :00962788311431 © جميع الحقوق محفوظة

فضاءات الجياد

2020