-->
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

وَ أَيَعْقِلُ انْسَاكَ! ألكاتِبة:سوسن أبو الهيجاء



إِلَىَ الْأَحْمَدِيِّ 


مَرْحَبًاً، السَّلَامُ عَلَى عَيْنَاكَ العَسلِيَتَيِن التِي بَاتَ قَلبيِ مُتِيَّمُ بِنَظَرَاتَهُمَا، مَضَىَ يَوم وَيَومَان وَعَشَرَة أَيَّام

وَمَازِلْتُ بِإِنْتِظَارُ رِسَالَةً مِنْكَ تُغْنِينِيِ عَنْ جَمِيعُ مَنْ حَولِي وَمَا كَانَ بِوِسعِيِ فِعْلَ آيَّ شَيء سوَىَ الْإِنْتِظَار وَمِن ثُمَّ بَذَلِ الْجُهْدِ بِالنِّسْيَان وَلَكِن قسماً بِمَن خَلَقَ عَيْنَاكَ بِأَنَّ كُلَّ جُهْدِي عَبَثًاً ، إِنْ ذَهَبْتُ لِلنَّوْمِ رَأَيْتُكَ بِمَنَامِي وَإِن جَلَسْت بِمَكَانٍ مَا  رَأَيْتُ الْجَمِيِع أَنْتَ،

حسناً لِأُعَرِفُكَ عَن نَفسي.....أَنَا مَنْ أَمنْتُ بِكَ وَبِحُبِّ عَيْنَاكَ  دُونَ أَنْ آرَاكَ  بِالرُغمِ آنني  طَوَالَ عُمْرِي أَشْعُرُ بِأَنَّنِي غَيْرَ مُهَيِّئَةٍ لِلْحُب،  أَنَا تِلكَ الْفَتَاةُ أَلَّتِي أُحَبَّتَكَ بِعَفْوِيَّةٍ وَبِبَسَاطَةٍ وَأَنَا التي كُنْتَ أَظُن أَنَّ الْحُبَّ يُدَنِسُ الْقُلُوب وَيُشَوِهُ الْأَرْوَاحَ وَلَا يُجلِبُ إِلَّا السَّقَم وَالْمُعَانَاةَ،

أتَعلَم؟...حَاوَلْتُ الِابْتِعَادَ كَثِيرًا، اكْثَرَ مِمَّا تَتَوَقَّعُ، فِي كُلِّ مَرٍّةٍ تَجَاهَلَتْ شعوري،  وفي كُلِّ يَوْمٍ تَجَاهَلْتَ وُجُودِي، لَكِنْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ (أهْرُبْ مِنْكَ أَجِدُ نَفْسِي ذَاهِبَةٌ إِلَيْكَ). 

لَا أسْتُطِيعُ فَرْضَ شَخْصِيَّتِي عَلَيْكَ اوْ أن أَظْهِرْ بَعْضَ مِنْ قِسَاوَتِي اوَ غَطْرِسْتِي اوْ حَتَّى بُرُودِي، لَمْ يَكُنْ

مَثَلًاً بِسَبَبِ قُوَّة شَخْصِيَّتِكَ وَضَعْفِ شَخْصِيَّتِي لَا لكن بِسَبَب أنْ قَلْبِي لَا يُرِيدُ ذَلِكَ، لَا يُرِيدُ مُسَاوَاتَكَ مَعَ مَنْ حَوْلِي فَأنتَ مُمَيَّزٌ، مُمَيِّزٌ لِلْحَدِّ الَّذِي يَجْعَلُنِي خَائِفَةً مِنْ ذَلِكَ. 

أنْتَ وَإِلَى الأنَ تُعْتَبَرُ اوْلَ مَنِ أحْبُهُ قَلْبِي وَاخِرُ مَنْ يَدْخُلُهُ.... 

لَكِن دَقَاتُ الْقَلْبِ تَنْقُصُ يَا (آحَمْدِيِّ) وَمَلَامِحِيِ تَبَهْت وَصَوْتُ أَنِينُ قَلْبِي يَتَبَعْثَرُ مِنَ الْحِيرَةِ ، وَشُعُورِ عَدَمِ الْإِكْتِمَالَ دُونَكَ قَدْ يُلَاحِقُنِي أَيْنَمَا ذَهَبْت فَبُعْدَ رَوحِكَ وَأَخْبَارِكَ عَنِّي كَشُعُورِ النُّقْصَانِ الَّذِي لَا يُمْكِنُهُ الْإِكْتِمَالُ،

أتسائلُ دَوماً مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ كَي تكُونَ سَبَبًاً بِأَنْ تَجْعَلَ قَلْبِي يَلِينُ ؟! 

مرةً أُخرىَ يا عزيزِي مَنْ انا؟!و مَنْ انْتَ؟!!!

أَنَا.... أَنَا مَنْ كُنْتُ جَاهِلَةً لِهَذَا الْحُب أَوْ لِهَذَا  الطَّرِيقِ.

لَكِنْ انْتَ......

انْتَ فَرَاشَتِي الْبَيْضَاءُ وَقِطْعَةُ السُكَّرِ الَّتِي تَذُوبُ دَاخِلِيِ لِتُحَلَيَ  هَذِهِ الْأَيَّامَ، أَنْتَ  النَّسَمَةُ الْبَارِدَةُ فِي فَصْلِ الصَّيْفِ، وَكَقَطَرَاتِ النَّدَى عَلَى وَرْدَةً جُورِيه بَيْضَاءُ اللَّوْنُ،  أَنْتَ كَأَوَّلُ زَهْرَةً في فَصْلِ الرَّبِيعِ، وَأَخِرَ وَرَقَةً فِي فَصْلِ الْخَرِيفِ، وَمِثْلُ غَيْثٌ يَسْقُطُ عَلَى صَحْرَاءٌ خَاوِيهِ فَتُصْبِحُ وَاحَةً شَدِيدَةَ الخضَار، وَمِثْلَ فَصلٌ خَامِسٍ فِي سَنَةٍ مُكَوَنَةٍ مِنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْرًاً فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ الدَّقِيقِةِ الواحِدَ وَالسِّتِّينَ، وَمِثْلَ اللَّوْنِ الثَّامِنِ مِنْ الْوَانُ الطَّيْفُ، مِثْلُ رِسَالَةٍ مِنْ غَائِبٍ لَا أَحَدَ يُعْرِفَ عَنْهُ شَيْءٌ.

حَتَّى حَدِيثِي عَنْكَ مُبَعْثَرًاً لَا اسْتُطِيعُ الْبِدْءَ  اوْ الْإِنْتِهَاءَ،

أَنْتَ عَالِقٌ بِي وَبِكِتَابَاتِي، أَنْتَ وأنتَ... حَتَّى أَصْبَحْتُ انا حَتْمَاً

لَا أَعْلَمُ مَا هِيَ النِّهَايَةُ وَكَيْفَ سَتَكُونُ حَالَتِي سَعِيدَةً ام حزينة، حقاً لا أعلم 

لَكِنْ أَتَمَنَّى انْ تَسْتَمِرُ دَاخِلِي وَفِي جِوَارِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

وعهداً بِأن أكْتَفِي بِكَ حَيَاةٌ مَا بَعدَ الْحَيَاةِ، وَحُلْمٌ مَا دُونَ الْحُلْمِ وَوَاقِعٌ أُمْضِيهِ مَعَكَ حَتَّى يَوْمُ أُصْبَحَ بِهِ كَتِفُكَ الثَّابِتُ، وَبِيرَكَ السَّاكِنِ، وَحَتَّى يَوْمَ كَبْرُكَ الْبَالِغِ،

أَوْصَانِي قَلْبِي بِأَنْ أُقْبَلَكَ وَهَا انَا هُنَا لِأُنَفِّذَ وَصَايَاهُ، طَلَبَ مِنِّي إِحْتِضَانَكَ وَيَا وَيَلْتَاهُ مَا أَجْمَلَ قَلْبِي عَلَى اخْتِيَارِهُ وَلَكِنْ أَسَفِي عَلَى يَدَيَّ الَّتِي  تَعْجِزُ عَنْ وَصْفَكَ،

الْأَنُّ فَجْرِ الْخَامِسَ وَعِشْرُونَ مِنْ أُغُسْطُسَ هَا أَنَا مَا زِلْتُ عَالِقَةً بَيْنَ مَتَاهَتِي، مَتَاهَةً زَرَعْتُهَا أَنْتَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ  وَالْمَسَافَاتُ بَيْنَنَاَ بَعِيدَةٌ جِدًّاً،

 

يُقَالُ "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًاً إِبْتَلَاهُ" وَوَاَللَّهِ إِنّهُ إِبْتْلَانِي بِقَلْبِي وَبِقُرْبِ تَفْكِيرِي بِكَ وَبَعْدَ عَقْلُكَ وَقَلْبُكَ عَنِّي، أَيَّامً قَلِيلَةٌ وَسَيَأْتِي  يَوْمُ ميلادُك وَحَيْرَتِي تَزْدَادُ وَلَا أَعْلَمُ لِمَاذَا، تَمَنَّيْتُ نِسْيَانُكَ وَلَكِنْ وَكَيْفَ لِي أَنْ انْسَاكَ؟!

وَانْتَ تُرَافِقُنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى دُونَ حَدِيثُكَ اوْ لُقَاكَ

انْتَ فِكْرَتِي الْأُولَى فِي كُلِّ صَبَاحٍ، أَنْتَ حَدِيثِي الْأَوَّلُ عِنْدَمَا يَسْأَلُنِي أَحَدُهُم عَنْ سَبَبِ وَسَامَتِي الزَّائِدِهْ، أَنْتَ تُرَافِقُنِي فِي كُلِّ مَكَانٍ فِي صَبَاحِي وَفِي مَسَائِي، فِي شُرُودِي وَفِي مُخَيَّلَاتِي وَفِي مَأْكَلِيو مَشْرَبِي، حَتَّى فِي جُلُوسِي مَعَ اللَّه انتَ هُنَاكَ

أَيَعْقِلُ انِ اطْلُبْكَ مِنَ اللَّهِ حَتَّى وَإِنْ كُنْتَ شَرًّاً لِي!

لَمْ أَنْسَاكَ وَإنَ قل الْكَلَامُ فَأنَا اكْلُمِ اللَّهُ عَنْكَ كُلَّ يَوْمٍ فَرْضًاً خَمْسَ مَرَّاتٍ، وَقِيَامًاً ثَمَانِيَةٌ، وَحَاجَةُ إثْنَانِ، وَفِي فَرَاغِي وَحَتَّى قَبْلَ الْمَنَامِ، وَعِنْدَ افْطَارِي بَعْدَ صِيَامٍ، وَكُلُّ مَا خَطَرْتُ عَلَيَّ بَالِي

خَوْفِي عَلَيْكَ يَزْدَادُ وَالتَّمَنِّي بِقُرْبُكَ يَكْثُرُ رُغْمَ أَنَّنِي مُنْهَكَ تَمَامًاً وَفَاقِدَةً لِلْأَمَلِ وَالشَّغَفِ وَأُعَانِي مِنَ الْقَلَقِ وَتُطَارِدُ الْأَفْكَارَ وَالشُّكُوكِ فِي الطَّرِيقِ وَلَا أَسْتَطِيعُ النَّوْمَ وَلَا أُمتَلِكُ قُوَّةَ النُّهُوضِ وَلَكِنِّ آخَافُ عَلَيْكَ مِنْ أَنْ يُصِبَكَ وَقْتَ الشِدَّةِ اوْ مَرَضٌ التَّفْكِيرِ وَلَا يَكُنْ بِيَدِي أَيَّ حِيلَةٍ، أَخَافُ عَلَى عَيْنَاكَ إِنْ تَسِيلُ مِنْهُمَا الدُّمُوعُ وَانًا لَيْسَ لَدَيَّ الْحَقُّ بِأَنْ أُزِيلَهُم اوْ حَتَّى أَنْ أُخْبِرُكَ أَنَّنِي بِجَانِبُكَ إِلَى حِينَ تُرِيدُ،

أَعْلَمُ أَنَّكَ سَوْفَ تَقْرَاءُ حُرُوفِي هَذِهِ فِي وَقْتٍ مَا

لَا أَعْلَمُ لِمَا أُرِيدُكَ أَنْ تَقْرأ اوْ حَتَّى مَا فَائِدَةُ انْ تَقْرَأَ وَلَكِنْ مَا أَعْلَمُهُ هُوَ فَقَطْ أَنَّنِي أُرِيدُكَ أَنْ تَعْلَمَ دَائِمًاً أَنَّنِي هُنَا لِأَجْلُكَ وَأَنْ ثَقَلْتْ عَلَيْكَ الْأَيَّامَ فَأَنَا ايْضًاً هُنَا سَأَكُونُ عَيْنُكَ الَّتِي تَدْمَعُ

سَأَكُونٌ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ حُزْنِكَ فَقَطْ لِتَكُنْ بِخَيْرٍ

وَلَا أُرِيدُ أَيَّ شَيْءٍ فَقَطْ (كُنْ بِخَيْرٍ دائِماً يا أحمَديِّ)

وَكُلَّ عَامٍ وَعَيَّنَاكَ سَبَبًاً بِدُفْئِ الْبُرُودِ فِي قَلْبِي.

وَكُلَّ عَامٍ وَأَنْتَ الْخَيْرُ وَالْأَمَانُ

عَامًاً جَدِيدًاً سَعِيدًاً لَكَ  يَا أحمَدِيِّ 



إهداء إلى : أحمد عشا ألدوايمه (١٥-١١)

التعليقات



إذا أعجبك محتوى الموقع نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

رئيس التحرير

الاستاذ : سامر المعاني

فريق التصميم

الاستاذ : أحمد جمال الجراح

المحررين

الاستاذ: أحمد جمال الجراح
الاستاذ : محمود خضر الشبول
االاستاذة : إيمان العمري
الاستاذة : امنة الذيباني
الاستاذة : لينا الخيري
الاستاذة : رولا العمري
الاستاذة : روند كفارنة
الاستاذة : ميسون الباز
الاستاذة : ايمان الحموري

المتواجدون الان بالموقع

احصاءات الموقع الشهرية

تصميم أحمد جمال الجراح -هاتف :00962788311431 © جميع الحقوق محفوظة

فضاءات الجياد

2020