دائما هناك شعور لا يترجمه الآلاف من السطور ولكن سأحاول.....
هو كليلة مظلمة جدا اختبئ فيها القمر والتحفت فيه النجوم غطائها ولم أعد أبصرها استندت على حائط مخدعي أتحسس زر الإضاءة لأكتشف أن المصباح احترق فأعود لتلك الزاوية على أمل أن يدغدغ عتمتي بصيص ضوءا دخيل!!
هو كطفل تركوه أهله على قارعة الطريق فالتقطه أحد المارة ليسلمه لدور الرعاية وكانت أول كلمة يسمعها بشغف ستبحث عنه والدته ذات يوم ،أمضى أيامه يراقب أروقة الدار على أمل أن تجده أمه يوما ما!!
هو كمتعطشة للأمومه تعانق رحمة الله في دعائها تبكي وتلح في الدعاء لينموا في أحشائها طفلا أرهقتها الأدوية أصبحت الإبر كالنقش في جسدها، نظرات الشفقة أنهكت قلبها وفي كل شهر تعيش على أمل أن يسكن رحمها جنينا يوما ما!!
هو كضرير أخبروه الأطباء سترى بعد بضعة عمليات جراحية وها هو قد شارف على إنهاء العملية رقم خمسة عشر ولم يرى ولكنه على أمل أن يرى حتى وإن تجاوز المئة عملية!!
أتعلمون هو شعور أصعب بكثير من أن يوصف وإن اجتمعت الحروف الثمانية والعشرون ،كل ما سبق لم يكن إلا محاولة لوصف ذاك الشعور ولم أنجح.

