مساء تشرينيّ
ودمعُ العيْنِ يا تشرينُ يهْمي
مساؤكَ حافِلٌ بالمُحْزِناتِ
وفي الآفاقِ ألوانُ احْمِرارٍ
يُخالِطُها السّوادُ على الجِهاتِ
وأوْراقٌ تَساقَطُ عن غُصونٍ
غدَتْ جَرْداءَ مثلَ العارِياتِ
طيوفُ أحِبّتي وقفتْ أمامي
تِباعاً آهِ تبكي ذِكْرياتي
* * * *
وتومِضُ عَيْنُها الخضراءُ تَرْنو
إليَّ تقولُ: يا ليلى حياتي
قدِ اشتقنا لحِضْنِكِ فاحْضُنيني
ظمئْتُ إلى دلالِ الأُمْسِياتِ
وناديني: ليالي، صوتُ أُمّي
يُحاصِرُ مِسْمَعي حتّى سُباتي
* * * *
ويا لِلّهِ طيفُكَ يا ابنَ عمّي
يُطِلُّ كَمِثْلِ بَدْرٍ في ثَباتِ
وغُرَّةُ شَعرِكَ الشقراءُ كانت
تُشِعُّ النّورَ تبعثُ أُمْنِياتي
وحُبُّكَ كانَ ملحمةً تَغَنّى
بِها ألأهْلونَ ذاعَ مَعَ الرُّواةِ
* * * *
أخي سامي طبيبي كيفَ تَمْضي
وَوُدُّكَ كانَ يَمْلأُ كلَّ ذاتي
وعودُكَ لي لِأُمّي كيفَ راحَتْ
رياحُ الشُّؤْمِ دوَّتْ بالمَماتِ
* * * *
ويا بسّامُ أصغرُنا جميعاً
رَحَلْتَ ولم تُنَفّذ لي وَصاتي
رجَوْتُكَ أنْ تُرَتِّبَ لي عزائي
وَتُعْلِنَهُ لِتَدْري بي صِلاتي
سبقْتَ كَذا أرادَ اللهُ فينا
قضاءُ اللّهِ سيْفُ المُنْجَزاتِ
* * * *
وغابَ الإلفُ في صَمْتٍ غَريبٍ
وغابتْ مُذْ نأى عَنّي نَجاتي
* * * *
فيا تشرينُ كيفَ تَنامُ عيْني
ودمعي قد يفيضُ وفي صَلاتي.

