الأديبة سحر الأحمد
رجلا يختصر المسافات لأجلها ينزع عنها أقنعة الخوف .، تركض إليه في الظلام فلا يخرق سكونها غير لهثها المتصاعد جرّاء حضوره داخلها فتبهت هي أمام طيفه و باقة أحلامها و كلّ مقتضيات فراغها .. تسمع لهث أنفاسه يتسارع في نبضها يتكاثر في خلاياها .. يميّع بصمة دمائها فيفقدها خصائص انسيابها يبعثر شظاياها قَلِقاً في اشتعالها. يلقيهِ إليها الحنين فينساب في أزقّة وجدانها لتمتصه سنوات احتباسها ..، يكون كوكبا ثائرا لأجلها ، أرضا عذراء العشق غضّة الطَّعم ، تستثمر مواسمها ألوانا من الإشتهاء لا تعرف الأنوثة عنوانا غيرها حيث لا يحتاجها إلى مكملات لإثبات سر وجوده في كيانها و أن تستعير كبرياءا صارخا في احتياجها ..، رجلا كم يستحق وجدانها ..
و أن تقلبَ الطّاولةَ لأجله ..أن يحولها إلى إمرأة لا تهاب فيه التّبعيه فتعشق حريتها في ذات عصمة لرجولةٍ ذكيّة يحلّقان عاليا في سماء عشقهما ليقفان أمام ضياء الشّمس فتشهد لهما صداق حب ..
رجلا لا تَطاله شباك الممانعة و لا تغريه أسباب الإنفصام الملفّقه و التي تُنبأ بالتّخلي و اقتراف المعصية أو السقوط إلى الهاوية .. علّها تعطيه يديها بثقة عمياء بقلق معطَّل يأخذها إلى سراب آمن إلى انقلاب واثق فلا تحتاج معه إلى بصر أو بصيرة تقف خلف ظلّه العملاق فائض إمرأه
و جرعه زائدة من عنفوان أنثى .، يباغت
منها عذرية فكرها و نبض قلبها فتتقن هي فن الصّمت حيث لا يحتاجها الكلام .
تتوق هي للإحتماء إلى أضعف احتمال فيه لاستنزاف حقيقتها معه و الإنعتاق فيه إلى سماء الآخره ..
رجلاً يختصر آمانات الدنيا و الآخرة حيث هو رحم ولادتها و أصابعه تنحت معالم إحياءها
و ربيع اكتفائها .. أرادته جرعة زائدة من الإرتواء شوقا و هذيانا في جنون الأربعين .. يلتهم منها الرُّوح قبل الجسد يلتقط رياحين أنفاسها دون استئذان و دون خطط استباقية ، تقدّم فيه ماحِلَ قلبها لمنظومة عشق سرمدية ..
حب ُينتصر بهدوء مثابر يختصر عمريهما من اللّهفة .


