كان من المتوقع منذ بداية تلك القصة أني سأخُذل، لكني عاندت على الأستمرار مع بقائي متوخية الحذر، كُنت أود البقاء بين ذراعيه أحتماءً، جعلته طفلاً يتيمً في أحضاني، لماذا لم أجهضه من قلبي الأن؟!
أبدو قويةٌ أمامهم!
لكني أضعف أمامُه كطفلةٌ تُريد الإختباء، صعباً علي بأن أكون متمردة و أنساه كأنه لم يكن يوماً، أشعر بوجوده يُلامسني أراه في وجوه العابرين، صوته يملأ المكان، أصارع في إخفاء حُزني، أبكي متمزقٌة بعيداً عنهم؛ خشيةٌ نظرات الشفقة بأعينهم، هاربة إلى فراشي لعلي أنساه فأحلم به، أستيقظ و أبكي حسرةٌ على أمل لقائه، أخاف!
نظراتي تخونني و أراه في طريقي معها يداه تلامس يدها، كل ما أقول سأنسى! أنسى أنني أردت النسيان، كلما كرهتُ قُربه أبكي عليه، أذهبُ ليلاً أشتياقاً للصور فأحتضنها لربما أسترد تمردي و أغلب على ضعفي و أنسى، أستنشق رائحة عُطره في أحد المارة، أذكر أسمه يلتفت لي و أعتذر له و أبكي خجلاً، أمسح دمعتي لعلي أستيقظ من أوهامي المبعثرة، يؤذن الأذان فأذكر تكبيراته و أقول ربي أرني إيّاه سعيداً مرزوقٌ في دُنياه، ربي أخرجه من أحشائي و خذني أليك قبل رؤيتها في أحضانه، كيف استطعت بأن تتجاوز تلك التفاصيل التي كانت بيننا؟!
و ماذا عن بكائي حينما ألمح عيناك؟!
كيف لك أن تنسى حُبك ؟!
لم أكن أعلم بأنك تجيد أخفاء حُزنك لهذه الحد فتقوى!
و لا شك بأني أنا من جعلتك أقوى، مُر حباً لعلك من اشتياقك لا تنسى.


