بجانب المكتب جلست هدى ووضعت رجلاً على رجل، هذه الحركة الروتينية كانت تفعلها كل يوم ولكن اليوم، التقطت عيني شعاع فرح في عينيها، ولمحتُ تخطيطاً بالقلم الأزرق على بطة رجلها اليمنى، هي ثانية لاأكثر، حيث انفرجت تنورتها البنية الطويلة والواسعة على شكل قوس لتواكب حركة الرجل في رحلتها الخاطفة لترتاح على فخذ أختها، في وضعية ترفةلصاحبتها"هدى" المتزوجة حديثاً، وهي تستعد لشرب القهوة مع زميلاتها في المكتب.
هذه اللقطة لن تمر مرور الكرام، مادامت عينٌ سجلت حدثاً مثيراً يفتح شهية النم عند
نساء متعطشات لأحاديث جديدة، تزيل عنهم روتين الحياة اليومية،التي أتخمت بحثاً وتمحيصاً دون تحقيق الفوائد المرجوة.
التقت عيني بعينيها كاشفة المستور، لتطلق هدى ضحكة رنانة، تغطي الخجل الذي لاح على وجنتيها، وبلحظة صارت لقمة سائغة لعيون تنتظر إجابة، لضحك غير مبرر بالنسبةلهم.
هدى ابنة الريف وأسرة ماتزال بعيدة عن زيف المجتمع المتمدن، بعلاقاته المتفسخة، وقد اكتشفنا جهلها بأبسط المعلومات عن الجنس الآخر، من خلال أحاديثنا التي كانت تخجلها جداً، وتضعهافي حيرةٍ كالأطفال أمامنا، لم نلبث أن عرفنا بأنها الإبنة الكبرى لأم ترملت منذ زمن، عاشت لتربي ابنتين وتحصنهما علماً، وخوفاً من مجتمع يفيض قذاراة، فنحت بهم تقوقعاً.
تعرفت هدى على زوجها في إحدى مهمات العمل التي أُوكلت إليها مهمة الإشراف عليه.
وبانتهاء مهمتها، التي لم تتجاوز الثلاثة أشهر، رجعت وخاتم الزواج في يدها، لم تعطِ لنفسها فرصة أكثر،وحقيقةلم يخب رجاء أمها، فالعريس طيبٌ ومن بيئة مشابهة وقد وجد فيها ضالته، على قول المثل" بنت ماباس تمّاغير إمّا".
تزوجا سريعاً، بيت بسيط، وفرش أبسط، وإثنين كأنما خلقا لبعضهما البعض.
البهجة والفرح سمة تلازمها والابتسامة لاتفارق ثغرها، وخجل مازال ينغص عليها جلساتها النسائية.
وشوشات ضاحكة، شغلت صباحنا، فعبارة "حبيبتي يامرتي" كانت مكتوبةً بخطٍ جميل، ومزاج رائق لصاحب القلم وصاحبة البطة الجميلة، يبدو أن الأمس كان يضج رومنسية.
مرتي: زوجتي


