من شدة تمادي عبثية الألم
أنه أصبح يعشق ملامحنا
ما أنْ يبدأ الليلُ بالهطولِ
حتى يبدأ بالعزف
على أوتار حزننا
و يبدأ الأمل بالتثاؤب
والعقل بالهذيان
والقلب يبدأ بتلاوة طقوس حسرتنا
ها هو الليل يجثو الآن
متثاقلًا محزوناً
وقد تعبَ من رقود الفرح
وترقب عيون الحيارى
تعب من نزفِ حكاوي السهارى
ونواح العذارى
في يوم زفاف الشهيد
ورحيل ملامح العيد
تعب الليل
من صدى بكاء المفطوم
تحت الأنقاض، يقاوم
برودة الردوم
و من رائحة الموت،
ونذير الشؤم
تعب من عيون الصمت
تحت الهدم ترتقب
وترتجف من آخر النهايات
نهايات البكاء
نهايات الصريخ
نهايات وحشية القتل
ونهايات يُقفل عليها
شبه مدفنٍ وقبرٍ
فلم يعد هناك
وقت للحفر
ووضع شاهد على الضريح
فقد حل الظلام
وبدأ الموت بالهطول
والسقوف باتت
هي المدفن و القبر
بعد طول الستر
{من مجموعة أنا والليلك }


