** على حافة الوقت **
في الأنفاس الأخيرة من الوقت البدل الضائع، أردت أن ألقيَّ نظرة على ملامح وجهي قبل أن تعلن صافرة الزمن نهاية الخريف، - كضابط مهترئ أنهكته حروب الفصول. أمرت عناصر كتيبتي الوفية' بأن يحضروا لي مرآةً ، لكن عناصري لم تتحرك من مكانها، شعرت حينها بألم التجاهل وهو يمزق حنجرة الصمت، بصوت عال واكثر حدة' كررتٌ الأمر ثانيةً حتى إنتفضوا جميعاً في آن واحد. كما لو كانوا يشاهدون مباراة لكرة القدم وفريقهم المفضل اضاع الهدف" -إبتسمتُ لهذا الموقف ثم أعدتُ الطلب..أريد مرآاااااة " وهنا بدأت علامات التوتر على وجوههم، وعيونهم راحت تتغامس والستنهم تتهامس، كأنني طلبت منهم رأس ثعبان أو لبن العصفور، خرجوا منتكسين كجيش مهزوم يبحث عن سبب الهزيمة" - قلت في نفسي: الذي لا يأتي إليك، إذهب أنت إليه. نهضتُ من فراشي كثملٍ دون خمر يترنح يميناً وشمالاً وهو يبحث عن شيء ما ليجد فيه بقايا ملامجه لكن دون جدوى كأن كل المرايا إختفت أو أخفِيتْ عمداً، ثار غضبي وهاج بحر جنوني وانا اصرخ: أيييييين المرايا؟؟ - يبدو أنني أثرتُ شفقة فراشتي الجميلة، فأحضرت لي مرآتها الصغيرة ألتي تحمل خلفها صورتي، وقبل أن تعطيني إياها، قالت لي و هي تبكي، " وجهك جميل جداً يا أبي . لا تصدق المرآة صدقني أنا ..¡¡ ف نظرتُ أخيراً إلى المرآة وياليتني لم أنظر، إقشعر بدني من هول المنظر و بشاعته ، -هل هذا وجهي أنا.. أم وجه شبح إحتلها؟؟ أين غاب بريق عيوني وسوادها، هل هذا البياض هو من أخذ مكانه ؟؟ ثم أين شعري الكثيف، هل تساقط مع أوراق الخريف، أم أحرقته سنون القهر بنيرانها ؟؟ - أنا اصدقكِ يا صغيرتي...هذه ليست ملامح أباكِ... بل إنها صافرة النهاية. و أنا أكثر من إنتظرها.¡¡
******
رغم قبح القمر لا ترى إلا الجمال، عيون الملائكة ¡¡
8/12/2020 بقلم محمد يوسف


