على مائدة الغروب
استأذنتُ البحرَ هناك لتناولِ الغياب…
حاورتني الأمواجُ بينَ مدٍّ وجزر….
وطالَ انتظاري في لهيبِ الشوقِ واللَّهفة….
وغادرت خلجاتُ الرُّوحِ بينَ حضورٍ وغياب ….
ونسماتُ نديةٌ تسلمُ على وجناتٍ غادرها الأمان.. وحنينٌ يولدُ في كلِّ لحظةٍ عندَ مغادرة الأمتعةِ لدواليب الفراق….
لم تأتِ المراكبُ الصغيرةُ لإلقاء تحيةَ الوداع….
ولم ترافق الموجاتُ طيورَ النوارسِ؛ لتبدأ رحلةَ هجرة جديدة….
إنّهُ مساءٌ مليء بالهدوءِ اللّافت المُعبَّئ بزجاجاتٍ مقفلةٍ رُميت في عرض البحر…
أظنُّني قد تناولتُ وجبتي لذاكَ اليوم مع الكثيرِ من سلالِ الشوقِ والذكريات…
***
الأديبة جملا ملحم


