"أنه الوطن الذي لم يشعرنا بخطوط الوطنية أطلاقًا"
هذا أول ماحضر في ذهني حين طلبوا مني كتابة مقال عن الوطن.
من رأى أن الوطن هوية وكيان لايمثل في أرضً او مساحةً محدودة، أنما يتمثل على هيئة شخوص أماكن، وشعور، أنا الأكثر اتفاقًا معهم في هذا الأمر.
أحيانًا يرتسم الوطن في لوحة العائلة، وأحيان يكون في مكانً ما في منزلك، وأحيان أخري يأتيک في صورة حبً.
أخدتُ اسأل الناس بطريقة عشوائية، وسألتُ نفسي قبل أن اسأل الأخرين ماهو الوطن من وجهة نظرك؟
كان الجواب يشابه نفسه، ولكن كل شخص كان يتفوه ويحاول وضعي في متاهةً بصيغة مختلفة، بأختصار جميعهم قالو لي " هي الأرض التي ولدنا فيها، وترعرعنا في أرجائها وتزوجنا فيها وسنحيى وسنموت فيها "، هذا ماكان محفورًا في علقنا الباطن، هذا ماعلمتنا أياه بطون مناهجنا المتواضعة، وهذا مانملئ به سطور صفحاتنا، حين نبدأ في أختبار الانشاء أيام المدرسة.
أنها عبارات ونصوص، رديئة لا تحمل ما في جوفنا، خاليةً، فارغة منَ العواطف، باردة ومتجردة لا تحمل ذرة شعور.
- معنى "الوطن" في المعاجم العربية
أولاً معجم لسان العرب
الوطن هو منزل الذي يقيم فيه الفرد هو محل الأنسان وموطنه وجمع موطن أوطان.
ثانيًا مختار الصحاح
الوطن هو توطين الذات على شيء ما وتمهيدها، والموطن يعني مشهد من المشاهد، قال تعالى (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِن كَثِيرَةٍ).
ثالثًا المعجم الوسيط
الوطن هو المكان أقامة المرء ومستقرة، وينسب أنتماؤه إلي وطنه سواء ولد فيه او لم يولد فيه.
- مكونات الوطن
يتكون الوطن من ثلاثة أساسيات تتشكل على هيئة هرم، الشعب، الاقليم، والسلطة.
الشعب، مجموعة افراد من نفس الجنسية، يوحدهم تراب وطنهم، وتجمعهم مصلحة أرض الوطن.
الاقليم، يتمثل في المساحة الوطن.
السلطة، وهي التي متواجدة في أعلى الهرم، وتمثل الدولة ومكانتها بين باقي الدول، في حالة عدم تواجد السلطة سيهدم ذلك الهرم، وسيبقى ثنائى "الشعب والإقليم" منزوع من الكرامة والهيبة، الأمر مماثل لحال وطننا الأن.
ذلك يشبهه نظام العائلة، فالشعب يمثله الأبناء، الاقليم يمثله المنزل، والسلطة يمثلها الأبوين، أن أختفى أحد العناصر يتأثر الهرم العائلي.
- حب الوطن
الذي يتملك منه هذا الحب يطلق عليه لقب " الوطني" الوطنية هي مصطلح سياسي يعبر عن الأنتماء إلي أي وطن محدد.
ولكن الوطنية مفهومها، أعمق بكثير فهي الشعور بالأنتماء الخالص يخلد في الروح، ويسكن في الجسد.
يكمن حب الوطن في القلوب، ويظهر في الأفعال، وأن كنت محظوظًا، ستغرس فيك البيئة المحاطه بك حب الوطن منذ الصغر، عن طريق التعايش ونمو في وسط وطني يقدس الوطنية، وأن كنت الأكثر حظًا سيتواجد حب الوطن في فطرتك، سيولد معك ذلك الحب من أول لحظة، ستكون غريزة الوطنية متأصلة مع نفسك.
النوع النكر، الذي أكثر ما أشمئزُ منه، هو الناكر للوطنية، المحب لِشهواتي نفسه، وهذا يتمثل في الواقع في أصحاب السيادة الفاسدة، عباد الكراسي لا نهاية، الساسة الجياع، ودواعش المال العام.
- تنمية حب الوطن
المعني المكمل للوفاء والأخلاص ليس بكلماتً عابرة وتستطيع القول "انا ذلك الوفي ومخلص لوطنه"، انما هي أعمق ويجب فهمها جيدًا، وعدم حفظها کنصوص محتواها حروفً فقط.
تكوين جيل شاب مثقف متعلم، قيادي قادر على الفهم والأدراك والأبداع، التمكن من التميز عن طريق زراعة مفهوم الأنتماء لِ أوطاننا في الاجيال الحاضرة والسابقة.
إعادة صياغة المناهج الدراسية، من حيث تعزيز المعلومات التاريخة للوطن، وجغرافية البلاد، ومسح ذلك الغبار من الجهل الوطني، لِأرساء مفاهيم وقيم تواكب عشق الوطن.
- واجبنا نحو الوطن
اهم واجب هوا الدفاع عنه حيث يتصور في عدة صور أما بحمل روحك على اكتافك لِدفاع عن أرضك، أما بأستعمال قلمك الحر لِنشر الفكر الوطني، أو ترسيخ الوطنيةفي أبنائك أثناء التربية لِصناعة جيل واعي هدفه أعمار بلاده.
ليس بشرط أن تحمل السلاح لِتصبح مدافعً حقيقي عن وطنك، تستطيع الدفاع مجرد أنک معلن دراستك و وتحاول ترويض عقلك ونحاجك بذلك ستعطي مثالً مبهر عن وطنك، بالتألي هذا نوع من انواع الدفاع.
- أخترتُ بعض الأقول المأثورة لِختام مقالتي
"ماهو الوطن ! ، ليس سؤلاً تجيب عليه وتمضى انه حياتك وقضيتك معًا".
"ليس وطني دائمًا على حق ولكني لا أستطيع أن أمارس حقًا حقيقيًا الا في وطني".
محمود درويش
"أننا ننتمى إلي اوطاننا مثلما ننتمي إلي أمهاتنا".
هايل
"أما الوطن أما الموت".
أ. غروس
"سجن الوطن ولا حرية المنفي".
محمد شكري
"خبز الوطن، خير من كعك الغربة".
فولتير
