المشاعر والعقل
من أكثر الطرق استخداما للتعامل مع المشاعر في هذا العصر هو القمع والكبت
فمن خلالها ندفن مشاعرنا ونضعها جانبًا
يحدث الكبت بلا وعي أما القمع فيحدث بوعي فنحن لا نود إزعاج أنفسنا بمشاعرنا، خاصة أن أغلب الناس لا يعرفون ما الذي بإمكانهم فعله تجاه مشاعرهم غير ذلك.. يعانون منها ويحاولون الاستمرار بالحياة قدر ما أمكن فتظهر المشاعر المقموعة لاحقًا على هيئة انفعال ومزاجية وتوتر في العضلات والرقبة والظهر، وصداع ومغص حاد واضطرابات في الدورة الشهرية والتهاب قولون وعسر هضم وأرق وارتفاع ضغط الدم وحساسية وحالات جسدية أخرى ...
لماذا نكبت مشاعرنا؟
بسبب الشعور بالكثير من الذنب أو حتى الخوف من شعور لم نشعر به بوعي أبدا فيندفع إلى اللاوعي
(مثل فتاة يعمل خطيبها في الشرطة
وهي من غير إدراك ارتبطت به لفقدانها للأمان حيث أن والدها في صغرها كان يضرب والدتها بشدة ويبث الرعب في نفوس الأولاد حين يحتاج إلى المال لشراء المخدرات
فهي لا تدرك أنها ما زالت (حتى بعد وفاة والدها) تخاف من الرجال، وتخاف من المال، كلما تحصل على عمل تتسبب في حدوث مشكلة تجعلها تخسر العمل، فعقلها اللاواعي عليه حفظ حياتها بأمان وحياتها ستكون بأمان إن لم يكن لديها مال، فالمال حسب تجربتها هو السبب في طمع والدها في والدتها.
حين يبلغ الإنسان عليه أن يكون قد تعلم كيفية تنظيف العقل اللاواعي وغرس بذور جديدة من الصدق والأمانة والحب والتوكل على الله والعدل كي لا يبقى أسيرًا يقف عقله على أطلال تجارب قديمة حصلت
عادة حين تواجه شخصا مثل هذه الفتاة بماضيها المؤلم تسعى للإنكار و لإسقاط كل شيء حصل معها أو يحصل الآن باللوم لكل شيء وكل شخص ...
اللوم والإسقاط ما هو إلا لون من ألوان الهروب.
ما أجمل أن يتقبل الإنسان ما مر به من تجارب
ثم يسمح برحيلها (عن طريق رحيل المشاعر السلبية المتعلقة بها) محتفظين بما تعلمناه منها بفضل رحمن رحيم... خلق لنا نعمة النسيان وخلقنا في أدق وأحسن تقويم


