أجد في ألسن الغالبية؛ أيام عنوانها :" ماذا لو اعتزل الإنسان كلّ ما يُحِب وابتعد"،
فمن خيوط الحقيقة نسجت إجابتي وردّي:
على متن سفينة
الخُلوة
سيحاول كسر
ديجور العُزلة
سيضيء شمعة
ويقع في غرام
وقوده الوِحدة
إن كان وهمًا
أذاب الشمعة تلو الشمعة
وأحرق الأشياء والذكريات
وهدم الجُدران والذاكرة
والأحلام والوعود
أما إذا صارت عقارب الساعة
تغرز اللسعات في الجوارح
و خرج من صدى اللسعات
شبحًا خيَّم على زوايا المكان
وباتت مرارة القهوة
كريهة وملفِتة
فقد صدَقَ الحُب
حينها؛ سيعود مُهروِلًا
حاملًا النَّدم
مُبصرًا الطريق
من قَيظ الحنين
وقناديل هنا وهناك
قبس نورها من
شُعَاع عينيه
مُثقلًا بالأعذار
مُقَدِّمًا الإعتذار
مُجرَّدًا من الغرور
ذارفًا ضروب المكابرة
و جحيم الكبرياء
***
سيأخذ دروسًا في
الجسارة
ويعرف ترانيم العُزلَة
وأنَّ المجرَّة والترائب
دون ما نُحِب
غُربة قاحِلة
وأنَّ الرَّاحة في الخُلوة
عمّا نُحِب ترهات
باخعة
وأنَّنا بضجيج العائلة
نقاوم
وبأصوات من نحب
نطمئن
وعلى الأمل والأحلام
وجُدران الذّاكرة
نتكِّئ
و بوعود أن نصل
نتشبَّث
وأنَّ الفقد لاذع
والجوى لاسع
والذكريات دافع
لا مانع
والأذى في خضم
ما نُحِب خافِت
***
في الخُلوة
سيعرف أنَّ الألوان
باهتة
والأحلام رثة
والعزيمة مُتصدِّعَة
والقوّة مُتشقِّقة
والأصوات متشابهة
والضحكات مُمَزَّقة
والجُدران بالية
والأماكن خالية
وبرودة الشتاء
قارصة
وفَيْح النأي
يفوق حرَّ الصيْف
والطريق موحشة
والوصول بلا لون
***
سيعرف أنَّ العُزلَة
عمَّا نُحِب آجِنَة
لظاها آسِنَة


