من حلقةِ الحوارِ تحديداً ، تكلم منهم قاصدًا طريقه لأحدٍ منهُم ،تكلًّم بطريقه جأشِه ،فلم يحرّك الآخر حبلاً صوتياً .
ثمَّ سُئِلَ ماذا بك أضمرت وكأنهم أسكبوكَ بالإسمِنت . ولكن ما قُوّتُه؟ ثانيةٍ واحدة ، تكلَّم ! نظر بأعيُنِهِ التي أرفَدَتْهُ الجراءه وقال : تشبَّثُوا البَشر بالإساءه كالتشبُث بالغيظ ، أما لقول الرُفْق فقد أصبحت أفواههم مُكتظَّه بالغُبار كما فعلوا بالقرآن الكريم ،وأما أعيُنَهُم فهم "صمٌّ بكمٌ عميٌ " كما قال الله ، أضحوا يتبعون كلام الغرب كأطفالٌ يتبِّعُون قطعه الحلوى دون أن يروا بعقولهم ما الهدف من وراء هذا . وأما عن آذانهم فقد هُجِرَت من سماع القرآن . قاطع باستهتار : ذنوبٌ صغيرة تلك والله غفورٌ ، ردعهُ :وشديدُ العقاب أيضًا ، الجبل الشامخُ لا يزعزهُ شيء مكوّن من حصى صغيرة وإن يكُن فحصوةٌ واحدة جديرةٌ لإيقاف سيارتك ووقوع حوادث تُنهِك روحُك إن شاء الواحد الاحد بذلك ، وما عمّ تستهين به نفسك تستعظمه أُخرى، والملكين على جانبيك أنتَ مَن تَسري بِهما ، إنهما يوثقّان ما فعلتهُ بذاتك فأنت من تُقرِر .
ذهب ومضي خطوات وبها انتزع قلب الآخر من شدة هول خياله . قال بعلوِّ صوتِه : أكمِل ، أكمِل
ردَّ ومبتسمًا : وماذا أُكمِل ! أنت من سيكمل بقية حياتِك ، ولله نحن .


