في مكانٍ ما من بقاع العالم ، توجد مقبرة من الآلام ضُمنها أطفال سُرقت منهم طعمِ الطفولة ، بحيث مُعظم من يَدخُلُها لا يتمكَن من الهُروب مِنها إلا بجرعات إما تُخرِجهُم وإما أن تُخطِفهم للأبد.
ينامُون على أسرّتهم التي بدت كمذكرةٍ ضمّت صُراخ وجُهاش وأوجاع انهشت أرواحهم ، حينما تُوضع الماده الكيمائيه بأجسادهم يتجزّعون من خوفِهم كحريقٍ إلتَهم كُريات دمِهم المأكولة سواءًا أوجَست هذهِ الرَعبات المُتكررة بالفِكر ، يجلسُون سَاعات لتنفَذ جُرعاتهم وبها تنفذ طاقاتهم، يتأمَلون سمَاء الغرفة أيصمُدون في تَحملهم الألَم بِرفقة أهْلهم أم يُطلقون أصواتِهم تشّقّق صُدوع الغرفة ، وبِدورها هيئة إغاثة السرطان تُهديهم الأمل على بَريق غرغرات أعينُهم، ترّدهم بالعزم على طبق مجاذفاتهم .
عن أي مللٍ نتكلم ونحن نتكلل بالنّعم؟عن أي عبوس نصنعه وهم يعيشون على وَهْم تركيبة مرحهم الفطريّة ؟
لقد كان بوسعِهِم أن يلعبو " الغميضة " أو القفز على الأحجار وحتمًا قفزَ بهم الزمّن لينتقلوا من مرحلة الطفولة السريعة التي انتهت بتلك الثانيه التي أخبره بها الطبيب بأنّهُ مصابٌ بالسرطان .انتقل إلى طفل يلاحقهُ الموت بأي ثانيه .كانت أمنياتهم أن تنبت شعفةٌ من شعرهم. فسلامٌ عليهم حتى الألم.


