-->
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

ليس سواي الكاتبة أسيل أحمد أبو غثيث

 


مَهما صَفَعتني الظّروف، لَستُ أذكُر أنّي عِشتُ يومًا بشخَصِيّة المُستَضعف، أو أنّه راقَ لي تَقمّص دَور ما تُسمّى الضّحية!

أي بِما تَقصِده المَعاجِم؛ كائِن مِن شِدّة هَشاشَتِه باتَ باهِت!

فتّشتُ كثيرًا في مُخيّلَتي عن حالةٍ يُرثى لَها انتابَتني!

بَحثْتُ باكتِراث، ووَظّفتُ حَواسي بشَكلٍ مُنهمِك!

سِجلّات حوزَتي وحتّى رُفوف ذاكِرتي الرّثة لَم تُجِبني أو تُعطِني حقّ اختِيار، تَكرّمَت عليّ بإشعارٍ رَوحانيّ كانَ: لَن تَجِد فَترةً أشدّ قُبحًا، وشخصًا أقلّ حَظًّا من شَخصِكَ الآن!

إجابة هَوت بفِكري لقُعرِ الأرضِ من سابِعِ سَماء!

أذكُر حتّى سَقطت شَعرة من جَوفِ فَروة رَأسي!

وسيمفونِيّتي المُفضّلة بَدأت بسَكبِ الألحان.

الجَوّ هادِئ!

بَل حَزين.

شَيطانٌ لَجمتُهُ للجَحيم.

كُبّ عليّ اللّومُ من جَديد، كانَت تُصافِحُني شَظايا من حَديد!

مَسكتُ بزِنادِ حُنجَرتي، صَرخْت!

كَفاني كَرّة سُخطي أُعيد.

تَوضّأتُ بماءٍ عَساهُ يُهدِني إلى ضالّتي فالأجواءُ حتى القَمر بتلكَ اللّيلة وأنا، كُلّنا كانَ حَزين!

فَرشتُ بِساطي، تنهّدتُ باللّهُ أكبَر!

وبدأتُ بتمتماتٍ تُحيِني.

عَلّها.

لَم أرتَجي يا إلهي شيئًا بَعيد!

راوَدتني رَغبَةٌ مُلِحّة بعناقِ بِساطي!

أطَلتُ السّجود، ولَمّني الخُشوع!

حتى الآن أتمَنّى أن أجِدني، إنّي بعَيني غَريب.

تَمتَماتٌ من بَعيد، هُتافٌ من شِدّة غِلظته يَكادُ يُمزّقُ أشلاءَ مَسمَعي!

ذَبذَباتٌ منّي؛ ماذا تُريد!

_أوّلُ مرّةٍ أخاطِبُ آدمِي لكني أُجبِرتُ قسرًا لِأُجيب.

أمّا بَعد، لَن أُطيل.

يا إنسِيّ، ذاك السّخيف الذي لأجلِه ألقَيتَ كَرامتِك بالجُبّ المُريب!

عِشتَ بجاهَ العِزّ، ولأجلِ حَفنةٍ من الطّينِ تَقمّستَ المَشهد، وطَبّقت سيناريو البائِع!

لا والسّلعة كانَت أنْت!

هه تهذِ، أكيد!

حبّذا لو تَمنح نَفسك قَطرةً من غيثِ كَرمِك في تَتيّمِه!

أنتَ أحقّ بالنّعيم أيّها السّفيه!

_انتَهيتْ، اخبِرني ما المَزيد!

_كَفاكَ رُخصًا!!


ضِقتُ ذَرعًا، جَثمتُ أرضًا!

تَلعثَمْت، ومن مَكاني كأنّ الدّنيا قَسَمت من هُنا لا تَزحزَحْت!

أبحَرتُ من شُؤمي لأعلى جَبروتٍ بَحت!

ودُفعةٌ واحِدة نَهضْت، أُدهِشتُ منّي حتى أنّي أصبَحتُ قِدّيسًا فيما بَعد.

أُفتِ كُل تصرّفٍ يَندفِع من كُلّ رُكن، أعرِبهُ وكأنّهُ نَعْت!

أُحرّم صَكّ الغُفرانِ لأيّ مُرتشٍ، يُكفّر اسمي أو يُزوّد عَلى شيفرَتي حَرف!

أحسَبهُ بعَيني مُؤقّت، كالبَرق!

من وَقتِها، وأنا أصارِعُ كُل شَيء، حتى أنّي أُصارِعُ جَمادًا إنّ أحسَست أنّه بي استَخَف!

من يَومِها، كُلّما أوشكتُ على عَزفِ لَحنِ خَرابي، أراني وأنا أغُص بتلكَ الأمْر، كرشقِ حُصّة موتٍ يَجعَلني على ناصِيةِ الإعدامِ عدمًا بَحت!

بَيني وبَينِك، كُنتُ بحاجَةِ تلكَ الصّفعة وبِردّ الصّاعَ صاعَين!

كُنتُ أجهَلُني لكنّي تأدّبت!

في وُجهَة رَأيي، إنّي من يَستحَق الحُب بَعدَ الرّب.

تَصالَحتُ معَ نَفسي، وهذا كانَ مسكٌ قبلَ أن أكتُب انتَهَيت.



التعليقات



إذا أعجبك محتوى الموقع نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

رئيس التحرير

الاستاذ : سامر المعاني

فريق التصميم

الاستاذ : أحمد جمال الجراح

المحررين

الاستاذ: أحمد جمال الجراح
الاستاذ : محمود خضر الشبول
االاستاذة : إيمان العمري
الاستاذة : امنة الذيباني
الاستاذة : لينا الخيري
الاستاذة : رولا العمري
الاستاذة : روند كفارنة
الاستاذة : ميسون الباز
الاستاذة : ايمان الحموري

المتواجدون الان بالموقع

احصاءات الموقع الشهرية

تصميم أحمد جمال الجراح -هاتف :00962788311431 © جميع الحقوق محفوظة

فضاءات الجياد

2020