ها قَدْ عادَ طَيْفُكَ ليَتَجَوَل في عَقْلِي بخُطُوَاتٍ تُفِيقُ ذِكرَياتٍ مُحَمَلةً بالآسَى واللَّهْفِ، تَتَعَطَّشُ لجَلْدِي بسِياطِ الكَمَدِ بَعْد أنْ طَمَرْتُها فَي أَزِقَةِ عَقْلي وَ طَالَ ظَنِي بِأنَها تَلاشَتْ مِنْ ذِهْنِي لَكِنْ ها هِي نَصب عَيْنَاي تَمُرُ بِأَدقِ تَفَاصِيلِهَا مُتَسَبِبة بِاشْتِعالِ رُوحِي بالأَسَفِ عَلَى حُبٍ تَنَاثَرَ أَدْرَاج الرِياحِ وعَلى قَلبٍ حَاقَتْ بِهِ لَعْنَةِ الشَوْقِ فَحُرِقَ بِنارِ البُعدِ وَ عَلى عَينَين أُنهِكَتْ مِنْ هَمْرَ الدُمُوعِ وَ عَلى مَشَاعِرٍ صَادِقَةٍ أُجزِئَتْ بِالخِداعِ وَ شُحِ الاهتِمامِ فَكَيْفَ أنسَى أيَامًا فَاضَتْ بِالمِحَنِ وَ كَيْفَ أَنْسى كَسْرًا أَدَى إلى الوَجمُ و جرْحًا َلَنْ يَلْتَئِمْ إلّا بِتَبادُلِ الأَدوِارِ، أَنْ أَرَى رُوحَكَ تَتَفَطَّرُ مِنْ شِدَةِ الأَلَمِ بِسَبَبِ حَدَثٍ هَدَ أَركانَكَ وَ أَذَابَ الحُزْنَ فِي وَتِينِكَ فَتَضيقُ بِكَ الحَياةَ حَتَى تَخْتَنِقُ رُوحَك مِنْ الشَجنِ فَيُدَاهِمُكَ الجَزَعَ وَ تَسْري فِي شَرايينِكَ الكآبَةَ فَيُكسَرُ قَلبُكَ وَ تَسقُطَ أَنتَ وَ أَحلامُكَ سُقوطًا لا نُهوضَ بَعْدِه، أَتَمَنى أَنْ أَرَى عَيْنَيْكَ تَسِيلُ دَمًا دُون أَنْ تَجِدَ شَخْصًا واحدًا يُخَفِفُ عَنْكَ أَوْجاعِكَ ويُصَبِّر قَلبُكَ وَ هَذَا اليَومُ لَيسَ بِبَعيدٍ فَعدل اللَّهِ فَوقَ كُل شَئ وَأَنا عَلى يَقينٍ أَنَه سَيَرُدُ إِِلَيْكَ كُلَ الأَسَى الَّذي زَرَعتَه فِي أَعمَاقِي.
لَا سَامَحَكَ اللّهُ ولَا عَفا عَنْكَ.


