هذا الليل الطويل ينهشني بفرط
وهذه الوحدة أكلت نصف روحي
والنصفُ الآخر للنمل
أُسامر جدراني وأنقش عليها حُزني
على الشباك أقف
أتمعن الكابر جمير
وأحاول خلع ترقوتي
كي لا أهلك وجهي من شدة اللطمات
الريح يلفحني
والحب يصفعني
والفراق يؤلمني
وكلماتك تربكني
وبقاياك بداخلي تُنزفني
أنقش على جدران جسدي
يا قاطعًا للوصل عُد، أتحسبن الفراق هين؟
خرجت تلك الكلمات عفوية وعنفوانية الألم
سالت دمائي و دموعي
لا لشيء
فقط من شدة الحزن والحسرة
يُضيئني القمر ويُضيئ دموعي
ونُشكل رونقا بديعيًا حزينًا
من ضوئه أصطاد نوتات سيمفونية الليل الحزين
وعلى نجماته أعزفها
أسرق ضوء القمر وأحرق أصابعي تجنبًا لإيذاء نفسي
أو هدم حلمي
من شدة الحزن المفرط،
أحرق أصابعي وروحي ونفسي وكل ملامحي
وحتى جُدراني
وينتهي كل شيء
وكأنني لم أكن
بل لم أكن بالفعل
لم أكن سوا طيف
هاربًا من مقبرة لعنات الحزن.


