الأديبة قمر عبد الرحمن
أنا فلسطينيّةُ الهوى والهُويّة
عربيةٌ أنتمي للحروفِ الأبجديّة
عنيدةٌ أمام الحلُمِ ..كريمةٌ أمام القلَمِ
أنحَني لأمّي ..وأقفُ إذا ماحضر أبي ..
يُبهجُنّي وَطني كالعيدِ السّعيدِ ..وأعشقُ الحُريّة
أنا فلسطينيّةُ الهوى والهُويّة
جذوري مغروسةٌ بكفٍ خَشنةٍ وَطنيّة
رجلٌ لم يُسافر أبداً ..وُلد تحت سماءٍ واحدةٍ وأنجبَ كنعانيّة
كرامتي أستَمدّها من أقمارِ التُّخومِ والسّاهرين على الأسطحِ النّديّة
أعيشُ في مدينةٍ ..تملكُ كلََّ ألوانِ الحياةِ الطبيعيّة
شوارِعُها قناديلُ أملٍ قمريّة
ولا فقيرَ فيها إلا وحضَنَتهُ العيونُ السخيّة
أنا فلسطينيّةُ الهوى والهُويّة
بَيتي يتوسّطُ خريطتي
وكَرْمِي يَشهدُ بأنّي خليليّة
زاهدةُ العيشِ كجدّي
"علمنّي أنَّ العزةَ أمامَ سجادةِ الصّلاة ،والقوةَ لله ،ولا توفيقَ لتاركِ الواجبات الإلهيّة"
أنا فلسطينيّةُ الهوى والهُويّة
شعري خروبيّ وعيوني لوزيّة
لا أعرفُ الابتسامة التّنكريّة
ولا أتقنُ الكتابة إلا بالفرحِ الحقيقِ أو بالحزن العَميق والباقي صدى كتابةٍ وضجيجُ أوراق ..
وأُصاحِبُ القراءةَ حين أحتاجَها وتَحتاجُنّي
وأعاشِرُ مَن يُشبِهُنّي ..وأبتعدُ عمّن يُباعِدُنّي
وأُؤمنُ بحدسِ الرّوحِ الخفيّة
أنا فلسطينيّةُ الهوى والهُويّة
أكثرُ ما يُحزِنُنّي ..
سجينُ وطنٍ يشكو القّهرَ للقَمر
وسجينُ عقوقٍ يَتخبّطُ بالحُفَر
وسجينُ ظلمٍ يَتطايَرُ كالشّرَر
وأكترُ مايُفرِحُنّي ..
حبيسُ حبٍ يُصالِحهُ القدَر
وحبيسُ معروفٍ يُكافَىءُ بالثّمر
وحبيسُ أملٍ يَصنعُ الدُّرَر
أنا فلسطينيّةُ الهوى والهُويّة
أتكىءُ على كتفِ رجلٍ يعشقُ الأرضَ والفروسيّة
حَمِيُ الطّبعِ ..مُتيمٌ بي
ويتقنُ عزفَ الحنيّة
أربّي أولادي على توقُّعِ القليلِ من الحبّ ..والكثيرِ من الأمل
وأدرّبُهم على فنِ الثّقةِ وأصولُ التّحيّة
وأعلّمُهم أنَّ ثمةَ تراتيلٍ تحتَ لسانِهم تَقيهم من قسوةِ السّاعة الحتميّة
وأمنحُهُم عنفوانَ الاعتذارِ للقضيّة
إذا ما فاجأتنّي قبل يومِ النّصرِ
ساعةُ المنيّة


