بالطبع تشكل الأم العصبية خطرا على أطفالها لأنها تجعل جسم الطفل مشحونا بالغضب، فالأم التي تكون منفعلة طوال الوقت تجعل الطفل مشحونا بـ3 هرمونات هم الكورتيزون والأدرينالين والنورالدرينالين، فهم يجعلون الطفل مشحونا بالغضب وعرضة للإصابة بأمراض السكر، والضغط، والتبول اللا إراداي، وصعوبة في النطق، والنسيان، والاضطرابات النفسية الأخرى.
متى تعرف الأم أنها تحتاج لعلاج نفسي؟
تعرف الأم أنها تحتاج لعلاج نفسي، عندما تشعر أن لديها عجزًا في إدارة شئون حياتها وأبنائها، وعندما تجد أن تعاملها مع طفلها يسبب له أمراض مثل "التهتهة" أو "التبول اللا إرادي" أو تأخر دراسي أو عنف مع زملائه أو سرقة، أو تعد بالضرب عليها هي شخصيا، كل هذا دلائل على أنها ليست في أمان هي، وابنها وأن تعاملها معه خاطئ، وهنا يجب أن تقف مع نفسها، وتذهب لطبيب نفسي لعلاجها من الاضطرابات النفسية التي تعوق عملية التربية، وتجعل العلاقة بينها وبين أبنائها مضطربة، وتعديل سلوكها هي الأخرى.
كيف نعاقب الطفل عندما يخطئ؟
يجب على الأم أن تكون صديقة لأولادها، وبالتالي فإن الصداقة ليست بها عقاب أو تهديد أو وعيد، وإنما فقط حوار ومناقشة وتفاهم، أما بالنسبة للأطفال الأقل من 4 سنوات، فيجب على الأم أن تفهم أنه لا يفهم ما يفعل، حتى إذا قام الطفل بضربها فإنه لا يقصد ذلك وإنما يقصد المداعبة.
كيف تتصرف الأم العصبية وقت الغضب من أطفالها؟
هناك علاج طويل المدى، لأن للعصبية سبب مستقر في ذهن العصبي، ولذلك يجب أن تكون الأم صادقة مع ذاتها، وتسأل نفسها عن سبب عصبيتها،
"هل أشعر بالهيبة عندما اتعصب على أطفالي"،
"هل أنا مضغوطة في حياتي؟"
"هل العصبية على أبنائي تحل مشاكلي؟"،
بل العكس فإن العصبية تضيف للمشاكل بتسببها في فشل العلاقة بين الأم وأبنائها وتجعل الابن عدو لها، و إفراغ الضغوط في الابن ، ولذلك يجب أن تعالج الأم السبب،
فإذا كانت مضغوطة في عملها تزيد فترات الراحة، وإذا كان هناك مشكلة مع شخصية تعمل على حلها أو تتجنب هذه الشخصية في حياتها، وإذا كان هناك خلافات مع زوجها فلابد من حلها، وعدم إفراغ الغضب في الأطفال.
وكيف تنقذ الأم نفسها وطفلها وقت الغضب؟
يجب على الأم إذا غضبت من طفلها، أن تنسحب من المشهد، وتقوم بعمل أي شيء يحتاج لمجهود عقلي لتشغيل "العقل التحليلي" وفصل "العقل العصبي" الذي لا يفكر، مثل الوضوء أو التحدث في التليفون أو قراءة شيء ما.
كيف تتصرف الأم إذا كانت هناك مشكلة تؤرقها؟
إذا كان هناك أمر ما يسبب ضيقا للأم، فعليها ألا تركز معه تركيزا إراديا، فهناك نوعان من التجاوب مع الأشياء المحيطة بنا؛ تجاوب إرادي وتجاوب لا إرادي، وعندما يريد العقل الباطن الراحة يجعلك تركزين مع هذا الشيء أو الشخصية، فتبدأين في التركيز معها وتتابعيها ولا ترتاحي فتزدادي هماً وغماً، بعد ذلك يصبح الاهتمام لا إراديا، وهو التعود على التركيز مع الشيء الذي يسبب الضيق رغم تسببه في المشاكل وفي ضياع الوقت.
دمتم بخير
د.عبدالله الحبيشي
طبيب اطفال


